أطفال خطفت الحرب في سوريا حقهم في التعليم
شبكة العاصمة اونلاين- خاص
سلسبيل زين الدين
بينما تسير في شوارع اسطنبول صباحًا حيث جميع الأطفال يتلقون تعليمهم في المدراس، ستلاحظ وجوه أطفال يجرون دون توقف بين المارة، هذا طفل يحمل كرتونة من العلكة، بينما طفلة أخرى تحمل ضمة ورد، وآخر يحمل نايًا يعزف به. واذا خطر ببالك أن تسأله من أين أنت؟ ستأتيك الاجابة غالبًا: ” من سُوريا”.
لن أعود لسوريا
في رحلة اللجوء الى تركيا، لم يحسب كثيرًا من السوريين حساب شيء سوى النجاة بأرواحهم وأطفالهم. يعيش الآن أكثر من 400 ألف طفل لاجئ سوري في تركيا لا يذهبون إلى المدرسة حسب تقرير اصدرته هيومن رايتس ووتش. ورغم تصرفات الحكومة التركية الكريمة تجاه اللاجئين السوريين إلا أن مشكلة توفير فرص التعليم لم تكن بالمستوى المطلوب، مع الضغط المستمر.
ورود التي هربت بها عائلتها الى تركيا تدرس الآن في السابع بالمدرسة السورية التركية في اسطنبول. في وقت كانت تدرس في مدرسة في حلب تحولت على مركز لايواء النازحين من الحرب.
ورود تقول ” أشتاق لرفيقاتي في سوريا ولكن انا سعيدة هنا، لا يمكن أن نعود لسوريا مالم يتحسن الوضع” وتضيف ” إنها تشعر بالرضا نظرا للنظام والانضباط وارتفاع مستوى المعلمين الذين تعاقبوا على تدريسها للعام الثاني على التوالي”.
قد يكون الحظ قد حالف ورود بخلاف غيرها من ابناء شعبها، فتكاليف المعيشة غالية من جهة، وتكاليف التعليم كذلك. بالاضافة الى ضعف التمويل للمدارس السورية التركية مما يترتب عليه ضعف المنشات الدراسية وانخفاض أجور المعلمين. أما عن المدارس التركية فتقف اللغة حاجزًا ، وقضايا الاندماج الاجتماعي، والصعوبات الاقتصادية، ونقص المعلومات حولها.
خلفت الحرب مشكلة أكبر حيث انقطع كثير من الأطفال عن الدراسة في سوريا بسبب تضرر مدارسهم او السيطرة عليها من قبل الجماعات المسلحة، فخسر بعضهم ما يقارب 4 سنوات من الدراسة وغدا غير قادر للذهاب للمدرسة في تركيا.
مراد (12 سنة) كان في الصف الخامس حينما توقف عن الذهاب للمدرسة يقول:” أحب المدرسة، خصوصَا دروس الرياضيات، أنا أفتقد الذهاب للمدرسة كثيرًا”. مراد يعمل يوميَا في مصنع ملابس لاعالة والدته واخوته حيث يعيشون في مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا.
وضع التعليم لا يقتصر على طلاب المدارس، حتى طلاب الجامعات، ايجاد المنح وحتى القبولات في الجامعات التركية ليس بالأمر الهين. يخوض الطلاب صراعات مع اختبارات اللغة والقبولات وهنالك نسبة رفض عالية. وليد انهى شهادة الثانوية العامة ولم يستطع التقدم بها للجامعات لأنه غير معترف بها بالنسبة لهم.
ويذكر أن نسبة التحاق الاطفال بالمدرسة الابتدائية في سوريا 99% بينما 82% فالمدارس الاعدادية قبل بدء النزاع. بينما الان ما يقارب 3 ملايين طفل سوري منقطعون عن الدارسة وفقًا لتقديرات اليونسيف. حتى الجامعات السورية كانت تستقطب اعداد من الطلاب الأجانب العرب وغيرهم، ويشهد لها المستوى التعليمي العالي قبل النزاع، بينما الآن بدء ابناؤها يرحلون بحثًا عن التعليم في تركيا وأوروبا.