أمريكا في حيرة .. وروسيا تقصف متدربي واشنطن !
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
ابراهيم العبدان
رسالة عسكرية وسياسية واضحة تلك التي أرسلتها روسيا للإدارة الأمريكية عبر قصف الخاضعين للبرنامج الأمريكي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة في أولى الغارات، إذ قصفت طائرات روسية مقرات تابعة للجيش الحرّ في ريف حمص وادلب واختارت مقرات تابعة لوحدات سبق أن خضعت لبرنامج التدريب والتسليح الذي بدأته الولايات المتحدة في السنة الماضية.
لكن الإدارة الأمريكية التي تبدو للوهلة الأولى عاجزة عن التصرف أو الرد، صرحت عبر بعض مسؤوليها كما نقلت وكالة رويترز أنها تفكر في “تقديم دعم لآلاف من مقاتلي المعارضة السورية ربما بأسلحة وغارات جوية” وذلك لاستعادة المناطق الخاضعة لتنظيم الدولة بمحاذاة الحدود التركية، وذلك بعد توقف البرنامج الأول وفشله واستهدافه من قبل الطيران الروسي.
هل ستبدأ الولايات المتحدة برنامجاً جديداً لدعم الثوار؟
أن جلّ التصريحات الأمريكية غير واضحة، بل ومتضاربة، من حيث الأعداد وماهية المجموعات التي يمكن أن يعاد افتتاح برنامج التدريب والتسليح عبرها، ففي حين تأتي تصريحات تشير إلى وجود آلاف من متدربي جيش الحرّ الذين يوشكون على إنهاء البرنامج، تأتي تصريحات أخرى تشير إلى أن المجموعات العرقية الأخرى يمكن أن تكون أساس البرنامج القادم.
تأتي كل هذه التطورات بعد فشل البرنامج الأول في تحقيق أية أهداف على الأرض، وإصرار تركي سابق على إقامة منطقة حدودية عازلة، ومنعها من تقدم الميليشيات الكردية على طول الشريط الحدودي، ليكون التدخل الروسي المتسارع منعطفاً غير بوصلة الحراك السياسي والعسكري في سوريا.وفي حين يتوقع مراقبون أن الفشل الأمريكي في التعامل مع التدخل الروسي لا يعدو كونه مسرحية لجرّ الروس للمستنقع السوري، لتستمر المسرحية لاحقاً بتوسع المساعدات الأمريكية لمقاتلي المعارضة بما قد يشمل كل شيء ابتداءٍ من الضربات الجوية إلى تقديم معدات وأسلحة ومضادات جوية محدودة.
يتوقع آخرون أن الإدارة الأمريكية تسعى لتفادي حرب بالوكالة مع روسيا، لاسيما مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، مستدلين على ذلك بعدم رغبة الأمريكان على حماية المعارضين المسلحين السوريين الذين دربتهم من القصف الروسي.
في كل هذه التفاصيل والخيوط والتعقيدات، يبقى الشعب السوري أولاً وفصائل ثورته لاحقاً من يدفع فاتورة لتدافع عالمي، بين شرق مؤيد لمستبد وغرب صامت على استبداده.