شبكة العاصمة اونلاين – خاص
جمال حسان
لم يكن يتوقع احد ان تؤل اليه الأمور الى ما الت اليه الأن ، منذ بداية الثورة والناس تتحدث عن ظلم الأسد وجبروته ، لكن لم يخطر ببال احد ان تنقلب الموازين في البلاد وينقلب اعزة اهلها اذلة .
أكثر من ثلاث سنوات على حصار الغوطة الشرقية ، لاقى الناس فيه ما لاقوه من ظلم وجوع وقصف وتشريد وغلاء في المعيشة وحرمان من ابسط مقومات الحياة ، حال ربما اصبح معروفاً لدى الجميع .
تجارٌ وبكل ما تعني كلمة تاجر من معنى ، أصبحوا وبالمعنى العامي “على الحديدة” بعد حصار دام اكثر من ثلاث سنوات ، لم تعد تنفع العقارات ولا المحال التجارية ولم تعد تكفي الأموال من امكانية العيش في ظل هذا الحصار .
خالد تاجر موبيليا ومفروشات من مدينة سقبا بالغوطة الشرقية قال : كنت املك اكبر صالة مفروشات في البلد بالإضافة الى محلين تجاريين وسيارة فارهة ، اﻷن أصبحت الصالة والمحلين سواء على الأرض ، والسيارة لم تعد تفيد ولا تغني من جوع مع ندرة وجود الوقود وغلاءه .
اما ممدوح ذو الأربعين عاما والذي كان صاحب اكبر محل للحويات في مدينة عربين يقول : قبل حصار نظام الأسد للغوطة كنت اقفل محلي عند الساعة الثانية ليلاً ، كان محلي من أشهر محال الحلويات في الغوطة ، اما اﻷن فالمحل متوقف نهائياً منذ أكثر من سنتين ونصف وانا حالياً عاطلٌ عن العمل .
احمد ذو الخامسة والعشرين ربيعاً طالب في كلية الهندسة بجامعة دمشق ، أصبح الأن مقاتلاً على احد جبهات الغوطة يقول احمد : لم اكن انوي الإنضمام الى اي فصيل عسكري ، كنت افضل المساعدة في اي شي على ان احمل السلاح ، ولكن سوء الأحوال المعيشية وعدم قدرتي على تأمين لقمة العيش ،انضممت الى هذا الفصيل الذي يقدم لي ما يعنني انا وعائلتي .
دوام الحال من المحال ، ويبدو ان بعد اربع سنوات من الحصار تيقن اهالي الغوطة انهم جميعاً سواسية لا يعلوا احد على احد ، همهم الأول تأمين لقمة العيش والتأقلم في واقع لا يعلم نهايته الا الله .