تركيا بين اتهامات الخارج .. وضبط أمن الداخل
تواصل السلطات التركية مكافحتها لأفراد يعتقد بانتمائهم لتنظيم الدولة، سواءً كانوا مواطنين مقيمين على أراضيها أو مقاتلين أجانب يحاولون العبور عبر حدودها للمشاركة مع تنظيم الدولة في القتال الدائر في الأراضي السورية.
وفيما يشير البعض إلى تعرض أنقرة لاتهامات بالتساهل مع التنظيم، واتباعها لسياسة “الحمار والجزرة” لاستخدامه لأهدافها الخاصة في منع مقاتلي حزب العمال الكردستاني من إقامة منطقة حكم ذاتي في الجنوب التركي (الأمر الذي يهدد الأمن القومي التركي)؛ رداً على ذلك صرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التركية “إبراهيم كالن” أن :”موقف تركيا من تنظيم الدولة واضح، كما هو موقفها من كل التنظيمات الإرهابية في المنطقة وليس بحاجة إلى توضيح، وإن موقفها بالمقابل لم يتغير تجاه الذين يحاولون أن يلمّعوا موقف حزب العمال الكردستاني وأعماله الإرهابية في المنطقة”.
فيما ذكرت وكالة الأنباء التركية “الأناضول” أن قوات الأمن التركية أجرت عشرات عمليات المداهمة في 34 ولاية ضد عناصر التنظيمات الإرهابية، من بينها تنظيم الدولة، وألقت القبض خلالها على 879 مشتبهًا.
وفيما تقلع الطائرات التركية وطائرات التحالف الدولي من قاعدة انجرليك في جنوب تركيا لتستهدف مواقع تنظيم الدولة وتنظيم حزب العمال الكردستاني (وبعض التنظيمات السورية من قبل طيران التحالف) فإن تركيا تدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى خطر وجود أفراد منتمين لهذه التنظيمات على أراضيها، لا سيما بعد وقوفها في “الصف الأمامي” لمحاربتهم.
الجدير بالذكر أنه تبعاً لوكالة الأناضول التركية ومنذ اندلاع الحرب في سوريا عام 2011 عملت تركيا على إيقاف تدفق المقاتلين الإرهابيين الأجانب القادمين من أوروبا وغيرها، لتطالب تركيا البلدان الأوروبية بتفعيل تبادل المعلومات الاستخباراتية، وذلك باعتبار أن القادمين من البلدان الأوروبية نحو الحدود السورية يشكلون القسم الأعظم من المقاتلين الإرهابيين الملتحقين بصفوف تنظيم الدولة؛ إذ استجوبت قوات الأمن أكثر من 4500 أجنبي ومنعت دخول حوالي ألف منهم، وحظرت دخول 16 ألف شخص إلى تركيا من 108 بلدان، وذلك بحسب الوكالة.
إلا أن كل هذه الإجراءات لا تنال إعجاب السياسين وأصحاب القرار الغربيين على ما يبدو، إذ اعتبر ماكس ابراهامز (أستاذ العلوم السياسية في جامعة نورث ايسترن والعضو في مركز “مجلس العلاقات الدولية” للأبحاث) اعتبر أنّ الاجراءات التركية الأخيرة: “مرحب بها … ولكنها تبقى قليلة ومتأخرة جدا”.