تعرّف على ميليشيا حركة النجباء من هم و أين يتواجدون في سوريا ؟
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
إسلام شاهين
مع ازدياد الصراع في سوريا و إلحاق الثوار الخسائر العديدة في صفوف النظام، اضطر النظام مرغما إلى إدخال العديد من المليشيات في كل مرحلة يتأزم بها الصراع عنده فبدأ بمليشيات حزب الله اللبناني، ومن ثم عمد إلى المليشيات العراقية فالأفغانية ومنها للحرس الثوري، وأخيرا وليس آخرا استعان بشكل صريح بالقوة الجوية الروسية بعد خساراته العديدة على كل الأصعدة.
وتعد حركة النجباء الشيعية من أحد أبرز المليشيات التي انضمت للصراع المسلح في سوريا، والتي نشأت بعد تقدم تنظيم الدولة.
نشأة حركة النجباء
تعود نشأة حركة النجباء وهي اختصار لـ ” المقاومة الإسلامية حركة حزب الله النجباء”، إلى بدايات التوسع الذي قام به تنظيم الدولة في المحافظات الشمالية في العراق، إذ أصدر المرجع الشيعي علي السيستاني فتوى بوجوب قتال تنظيم الدولة، وإعادة السيطرة على مناطق التي سيطر عليها تنظيم الدولة، تحت عنوان قوات الحشد الشعبي، والتي كانت عددا من الفصائل أبرزها حركة النجباء، وتعتمد حركة النجباء في مرجعيتها وفتاويها على مرجعية علي السيستاني، وهي أحد الفصائل التي تتبع إيران بشكل مباشر وتلتزم بولاية الفقيه علي خامنئي.
قادة الحركة من هم و ما ماضيهم :
يعد أكرم الكعبي الأمين العام المؤسس لحركة النجباء، ولأكرم الكعبي تاريخ قتالي قديم فهو أحد قيادات مليشيا عصائب أهل الحق العراقية الشيعية، والتي كانت ذا تاريخ عسكري محدود مع كل من القوات الأمريكية، كما شاركت في الحرب على الفصائل السنية، وكانت جزءً رئيسيا في حملات الاعتداء الشهيرة على مناطق السنة في العراق، والتي راح ضحيتها الآلاف من سنة العراق، كما قامت بالسيطرة على العديد من المساجد السنية و تحويلها لحسينيات شيعية.
نشأة حركة النجباء
يعتبر أكرم الكعبي من أوائل قادة المليشيات التي شاركت في عملياتها في قمع الثورة السورية، إذ دخل إلى سوريا تحت مسمى كتائب حيدر الكرار التابعة لعصائب أهل الحق، وتمركز في حلب وريف دمشق في منطقة السيدة زينب تحديدا، إذ كان قرار المليشيات الشيعية الدفاع عن نظام الأسد حتى النهاية، وما لبث أن انشق أكرم الكعبي عن عصائب أهل الحق معلنا تشكيل حركة النجباء مع بدايات تشكيلات مليشيا الحشد الشعبي، وكان القسم الأكبر للمليشيا في سوريا، وتم إنشاء بعض القوى في العراق لتشارك مع المليشيات.
قتالهم في سوريا
تقاتل حركة النجباء بشكل أساسي اليوم في منطقتي ريف حلب الجنوبي، وحدود الغوطة الشرقية وتستلم حركة النجباء قطاعا واسعا في مناطق ريف حلب الجنوبي، وتشهد اشتباكات عديدة مع فصائل الجيش الحر وجيش الفتح، ويقول الناشط الإعلامي أبو خالد الشامي في تصريح حصري لشبكة العاصمة اونلاين :” إن حركة النجباء ذات التبعية المباشرة للحرس الثوري، والمعروفة بتطرفها الشديد قامت بمحاولة التقدم على جبهة ريف حلب الجنوبي، وسيطرت مؤخرا على خان طومان بريف حلب الجنوبي، إلا أن الثوار تصدوا لتقدمها وأسروا العديد منهم، وقتلوا الكثير من أفراد الحركة،و كلفتهم عملياتهم في ريف حلب الجنوبي أعدادا ضخمة من المقاتلين إضافة إلى مقتل قيادات من المخططة للعمل، أعلنت حركة النجباء عن بعضهم.”
و في قتالها في جبهات ريف دمشق في الغوطة الشرقية وحي جوبر، أفاد الناشط معتز سمارة عن شخصيات مقربة في الحركة في حديث خاص لشبكة العاصمة اونلاين : “أن حركة النجباء متواجدة بشكل كبير على تخوم العاصمة دمشق في حي جوبر و على طريق حرستا و طريق المطار و النشابية و شاركت في الحملة الأخيرة التي يشنها النظام على مناطق المرج في الغوطة الشرقية مما أدى إلى مقتل العشرات منهم”.
موقف الحركة من التدخل التركي
و تعتبر الحركة أحد أهم المعارضين للتدخل التركي في العراق لما تعتبره وجودا منافسا للوجود الإيراني في المنطقة مما دفع بالكثير للاستغراب حول ازدواجية المعايير ففي الوقت التي تقاتل فيه الحركة في سوريا ” خارج العراق ” و بأوامر إيرانية، تعترض على التدخل التركي الذي بدأ يشكل تهديدا قوميا لتركيا بالرغم من حصول الأخيرة على موافقة من رئيس الوزراء حيدر العبادي.
يذكر أن انتشار المليشيات المسلحة في سوريا بشكل كبير حتى أنها طغت على وجود و ذكر الجيش السوري التابع للنظام و مشاركة الطائرات الروسية للحرب دفعت بالبعض للتساؤل عن مدى الانهيار الحاصل للنظام واندثار قواته حتى لا أنه لا يكاد يسمع للجيش أي اسم في معظم الجبهات و إنما هي المليشيات الشيعية المختلفة الجنسيات.