منحبك ميركل .. محبوبة الناجين من القبر الأبيض المتوسط
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
همام الدين الرشيد
ميركل المستشارة الألمانية “ذات القلب الرحيم”، بالإضافة إلى أوصاف عديدة جداً في حقها.. تمدحها وتمجدها وتشكرها، هم سوريون أشعلوا مواقع التواصل الاجتماعي بعد إسقاط الحكومة الألمانية لاتفاقية دبلن التي تتضمن إعادة اللاجئين لأول دولة دخلوا عن طريقها إلى الاتحاد الأوروبي، بما يعطي للاجئين السوريين على الأراضي الألمانية أمل الحصول على الإقامة برغم أخذ بصماتهم في دول أوروبا الشرقية وهنغاريا، ويمنع إعادتهم إلى تلك الدول الفقيرة مقارنة بدول غرب أوروبا.
وألمانيا التي تتمتع بنظام تكافل اجتماعي يزيد عمره عن 150 سنة واقتصاد متنامٍ وقدرة متزايدة على استيعاب اللاجئين الفارين من بلادهم، ينقسم شعبها بشكل واضح تجاه تصرفات الحكومة في مسألة اللاجئين.
وتقدر أعداد الناجين من “القبر الأبيض المتوسط” بعشرات الآلاف، في حين غرق ما يزيد عن 33 ألف هذا العام وحده ممن حاولوا الاستفادة من عرض “ماما ميركل” بحسب وصف بعض الناجين لها.
ألقاب كثيرة أطلقت على ميركل كـ”المستشارة الحنونة” و”أرجل من حكام العرب” و”نجاشية أوروبا”، تعبيراً عن امتنان الناجين الذين تضاعفت أعدادهم مرات عديدة بعد قرار ميركل الشجاع، كما اتسمت بعض الألقاب بالدعابة التي تعرف عن السوريين أساساً كوضع وجه “ميركل” على صورة لامرأة باللباس السوري التقليدي.
بالإضافة للتعهد بإلغاء اتفاقية دبلن صرح وزير العدل هايكو ماس على حسابه على موقع تويتر أنه : “لا ينبغي أن نتسامح على الإطلاق مع تعرض أناس في بلادنا للتهديد أو للاعتداء، يجب أن ندافع بكل حسم عن دولة القانون”.
وفي حوار مع وزير الخارجية الألماني شتاينماير على القناة الألمانية DW قال: “أعتقد أنه لا يمكننا الاستغناء عن توزيع عادل لللاجئين، حتى ولو كانت هناك اعتراضات على ذلك، علينا أن نكثف جهودنا في البلدان المصدرة للاجئين وفي الدول التي يمرون منها”، ودعا شتاينماير كذلك إلى: ” حل الأزمات وإنهاء الصراعات والحروب الأهلية في شمال إفريقيا وسوريا، وهي الأسباب الحقيقية الكامنة وراء موجة النزوح التي نشهدها الآن”.
عدم التسامح مع الإساءة للاجئين، وإسقاط اتفاقية دبلن، والتعهد بمعاونة اللاجئين الواصلين ألمانيا في عين المراقب الذي يرمق بالعين الآخرى طائرات النظام التي تهدم البيوت فوق رؤوس ساكنيها دون السماح للثوار بامتلاك أي مضادات للطيران ومنع تشييد مناطق آمنة من الطيران في الشمال السوري ومن ثم سحب الباتريوت الأمريكي والألماني، يجعل المراقب متحيراً في أمره من تعامل الغرب مع أزمة اللاجئين في الوقت الذي يقدر على إزالة سبب المشكلة ومنح خيار “البقاء” للناس دون المخاطرة لحياتهم وحياة أولادهم عابرين “القبر الأبيض المتوسط” للتنعم بـ “الأمن والأمان” لا غير.
يذكر أنّ مهتمين بالشأن السوري ومحللين استراتيجيين نبهوا إلى خطورة موجات النزوح الجماعي، والتي ستفرغ سوريا بشكل كبير من أهل السنة الذين يصنفون كأكثرية طاغية مقارنة بأعداد الأقليات الموجودة، ونبه كثير منهم أنّ هذه الموجات ستحوّل أهل السنة في سوريا من أكثرية إلى أقلية، لاسيما مع سياسة الاستيطان الطائفي الشيعي التي تنتهجها إيران في دمشق وحمص والساحل.