الخوف هو أسوء مستشار للإنسان، كما السجن ليس عبارة عن جدران أربعة وحسب، إنه بالدرجة الأولى الخوف منه والعيش به قبل أن يصبح الشخص وراء قضبانه..
فبعد الزلزال الذي ضرب اسطنبول مؤخراً بقوة 5.8 درجات ما زال هناك الكثير ممن يعاني من هواجس وخوف بوقوع زلزال أخر مشابه أو أسوء منه، فمنهم من يقول بعد الزلزال الذي عشناه مؤخراً بتُ سريعة بكل شيء وأخاف من أي حركة غير متوقعة، حتى لو على سبيل المثال أردتُ أن أدخل دورة المياه أشعر وكأني بمسابقة مع الزمن كي أخرج خوفاً من وقوع زلزال أخر، وأخرى تقول طفلي بعد أن اعتاد لثلاث سنوات من النوم وحده في غرفته، بعد وقوع الزلزال أعدته لينام قريب مني خوفاً من وقوع زلزال جديد وهو بعيد ولا أستطيع اللحاق به..
غريزة الخوف هي أقوى غريزة على الاطلاق، حتى أنها أقوى من غريزة البقاء كما يقال، والمعروف أن الزلازل تُسبب صدمات نفسية كبيرة لمن عاشها، وفي بعض الأحيان لمن يسمع عنها أو يشاهدها من خلال مقاطع مصورة، ومن أهم هذه الصدمات النفسية حالة تُعرف باسم عُصاب ما بعد الصدمة.
كما يصف الكثيرون ممن يعانون من قلق وخوف بوقوع زلزال جديد في اسطنبول، بأن الزلزال لا مجال فيه للوداع الأخير.