لاجئون ولكن إلى أين؟
مقارنة بين هجرة السوريين والروهينغيا !!
عادل عبرة – رأي
لم تكن مشكلة النزوح بسبب الحروب محصورةً في السوريين فحسب، ففي شرق آسيا وتحديدا من ميانمار أو بورما، تعاني أقلية الروهينغيا المسلمة اضطهادا عنيفا من البوذيين مستمرا منذ عدة سنوات، وتُعد أنها أكثر أقلية مضطهدة في العالم بحسب الأمم المتحدة، ولكن لم يتم إجراء أي تركيز إعلامي أو حتى إنساني تجاه هذه القضية، بسبب مصالح سياسية واقتصادية …
وتعد سوريا من أكثر البلدان التي تشهد نزوحا شديدا لسكانها، نتيجة ما تمر به البلاد من اشتباكات عنيفة، إذ تم تصنيف مدينة حلب على أنها ثاني أخطر مدينة في العالم، فقد أدى قصف المدينة بالبراميل المتفجرة، إلى نزوح الملايين من السكان خارج المدينة، وسط صمت عربي ودولي تام.
لكن الروهينغيا المستضعفة لم تهاجر إلى الدول الأوربية كما هو حال معظم اللاجئين، طامعة في لجوء إنساني وبحث عن رغد العيش، بل كانت تهاجر من ديارها مضطرة حفاظا على دينها الذي ما فتئ الهندوس في السعي نحو إبادتهم ﻷجله، ولم يكتف الهندوس بالسعي نحو إبادة الروهينغيا بل سعوا نحو التضييق على ملاذهم الأخير بعد أن ضاقت عليهم الأرض بما رحبت فارتفعت المطالبات من داخل حكومة بنغلادش إعادة اللاجئين إلى بورما و رميهم في الحدود ، في صورة تعد هي الأسوأ في العصر الحديث.
هل من أوجه تشابه بين الهجرتين؟
بين هجرة الروهينغيا نحو بلاد مسلمة يحفظون فيها حياتهم، وهجرة السوريين وغيرهم نحو أوربا تتباين الكثير من المواقف بين مؤيد ومعارض، فما يتعرض له المسلمون الروهينغيا يجعلهم يتمنون جزء بسيطاً من حياة الضيوف السوريين في تركيا على سبيل المثال، ولكن ما كان سعي الروهينغيا في أشد الحالات سوءً، إلا السفر إلى بلدان تضمن الحفاظ على هويتهم وتضمن أن يعيشوا بقية حياتهم دون أن تتعرض هويتهم القومية والدينية إلى التشويه.
لكنَّ أوربا توجب على كافة اللاجئين أن يندمجوا اندماجا تاما بالشعب والسكان الأصليين، من تعلم للغة إلى العادات والتقاليد وغيرها الكثير، والتي تمس بشكل مباشر بل وقد تتعارض في بعض الأحيان مع أصول ثابتة و راسخة في معتقدات معظم اللاجئين، وهذا الحال يدفع بكثير من الأشخاص إلى التساؤل هل كل من سعى نحو الهجرة إلى أوربا وخاطر بأن يعرض هويته وشخصيته الإسلامية إلى الخطر قد ضاقت به الحياة كما ضاقت بأهل بورما؟
وكما أن الهجرة والنجاة بالنفس أمر فطري مشروع لكنه لا يزال السؤال المطروح دائما مهاجرون ولكن إلى أين؟