مهنة الموت المحقق ” صحفيون في سوريا”
شبكة العاصمة اونلاين – خاص
سلسبيل زين الدين
حسب ما جاء في القانون الدولي “يلزم لحرية الصحافة حماية خاصة كي تتمكن من لعب دورها الحيوي المنوط بها، وتقديم المعلومات والأفكار التي تهم الرأي العام”.تنص أغلب الدساتير العربية على حرية الرأي وحرية الصحافة، وورد هذا النص في دستور سوريا المادة 38. غير أن هذه القوانين -غالبا- ألحقت هذه المواد بعبارات مقيدة مثل: في حدود القانون، وبما يتفق مع القانون، أو بالشروط التي يحددها القانون.
في ميدان الحرب.
وفي ظل الأحداث القائمة في سوريا تلعب الصحافة دورًا مهمًا في نقل الحدث، ولكن في نفس الوقت يتعرض الصحفيون إلى الاختطاف والقتل. على الرغم من أن المادة 79 باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية نصت على أن “الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين”.
أحد الصحفيين الذين كانوا داخل سجون النظام رفض التصريح عن اسمه يقول: ” كُنت أعلم جيدًا أن مهنة الصحافة هي مهنة المتاعب، ولكن لم أتخيل أنني اقتربت من الموت لأجل هذه المهنة، العذاب الذي عشته داخل هذه السجون، كان شيء لا يصدق” ويضيف ” خروجي من السجن لا يعني توقفي عن أداة مهمتي ورسالتي، ولكن حتى اللحظة كابوس السجن الذي عشته لا يفارق مخيلتي، لا أصدق أنني على قيد الحياة”.
بينما محمد الذي توقف عن هذه المهنة بعد إصابته الأخيرة بينما هو يصور أحد المواجهات يقول ” بكاء والدتي ورجاؤها صباح مساء خصوصَا بعد إصابتي الأخيرة التي أقعدتني لشهور، جعلني أفكر مليًا فتوقفت عن العمل” ولكن الحس الصحفي وحب المغامرة وخوض المجهول لم يفارق محمد فيهمس ” بعد تحسن حالتي سأحاول العودة للميدان، حتى ولو كانت أمي معارضة، لا استطيع الجلوس مكتوف اليدين”.
من الصحافة إلى الموت.
لا حماية دولية ولا محلية، فقبل عدة شهور قتل مصور قناة الجزيرة في مدينة درعا محمد الأصفر، أثناء تغطيته للمعارك التي تشهدها في حي المنشية . ويذكر أن مراسل الجزيرة نت في درعا مهران الديري قتل في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي. وغيرهم قائمة تطول من الصحفيين الذين تم قتلهم.
وفي تقرير صادر عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان تمكن من توثيق 31 حالة اعتقال لصحفيين ما زالوا حتى اللحظة بين اعتقال أو اختفاء قسري. حيث يقبع 22 صحفي في سجون الحكومة السورية بينما 6 صحفيين في يد تنظيم الدولة، أما المجموعات المسلحة فتحتفظ ب3 منهم حتى الآن.
ويرى رئيس لجنة الحريات في رابطة الصحفيين السوريين حسين جلبي أن توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا -ومن ضمنها انتهاكات حقوق الإعلاميين والصحفيين- من أصعب مقاربات الثورة السورية، ذلك أن اللائحة مفتوحة دائماً على الاحتمال السيئ، حيث يستحيل أن يمر شهر -وأحياناً يوم- دون وقوع العديد من الانتهاكات.
وتبقى هذه الإحصائيات والأرقام تشكل حدًا أدنى، نظرًا لصعوبة توثيق حالات الاختطاف خصوصَا. حيث يخاف أهالي الصحفيين أو الجهات العاملين بها عن الإفصاح عن عمليات خطفهم. ويبقى الأمر غالبًا معلقًا بين الجهة الإعلامية والجهة الخاطفة في مفاوضات غالبًا لا تطول منها الجهة الإعلامية أي طائل.